بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خصَّ أهل بيت النبوة بالطهر والولاية، وجعل محبتهم سفينة النجاة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.

 

أيها الأحبة…

نقف اليوم بقلوبٍ حزينةٍ وعيونٍ دامعةٍ نستذكر ذكرى أليمةً على قلوب المؤمنين، ذكرى استشهاد السيدة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء عليها السلام. تلك السيدة التي كانت أنفاسها عبق النبوة، وخُطواتها ظلّ الرحمة، وصبرها مدرسة الإيمان والتضحية.

 

نعزّي رسول الله صلى الله عليه وآله، والإمام عليٍّ أمير المؤمنين، والأئمة الأطهار من ذريتها الطاهرة، كما نعزّي مراجعنا العظام، والأمة الإسلامية جمعاء بهذه الفاجعة الجليلة.

 

لقد كانت الزهراء عليها السلام رمزًا للحقّ في وجه الظلم، وصوتًا نقيًّا للعدالة في زمن الغدر، ومثلاً أعلى لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ في الصبر والثبات. واستشهادها لم يكن نهاية، بل بداية لرسالةٍ خالدةٍ تحيي الضمائر وتُلهِم الأحرار في كل عصرٍ وزمان.

 

فلنُحيِ ذكراها بالعبرة والبصيرة، وبالاقتداء بسيرتها الزكية، فهي النور الذي لا يخبو، والمثال الذي لا يُضاهى.

 

نسأل الله أن يثبتنا على ولايتها، وأن يجعلنا من السائرين على نهجها ونور هداها، وأن يرزقنا شفاعتها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

 

الاستاذ الدكتور

محمد سعيد حران

عميد الكلية التقنية الشطرة